لمَّا تعددت أسفاري، وكَثُر اختلاطي بالناس، وخبرت خيرهم وشريرهم، ورأيت أعمالهم الدنيوية، وما يشجر بينهم من تصارع وتغالب عليها، وتفاخر بانتصارهم على بعضهم من دون أن يسألوا عن هذا الغلب، أعَلَى حق أم باطل، ولمهم المال من أي طريق كان، ووقوعهم في أعراض بعضهم، واتباع الشهوات، والتجني على الأخيار والمحصنات، والتسلط القاهر، والظلم الظاهر، والغفلة عن العواقب، وإن في السماء من يكتب ويراقب... رأيت أن أضع كتاباً منبهاً زاجراً، قصد المساهمة في إصلاح ما يمكن إصلاحه، لتسود تقوى الله، ويأمن الناس على أموالهم وأعراضهم، ويفشو العدل بينهم، فلعل الله ينفع به، ويأجر عليه. ووضعت موضوعاته على حروف المعجم ليسهِّل الاهتداء إليها.