ساد المسلمون العالم قبل التفرق والانقسام، لأن قوتهم كانت موجهة إلى أعدائهم. ولما اختلفوا وتفرقوا شيعاً ومذاهب تتناحر وتتقاتل استنفدوا قوتهم فيما بينهم. وقد غفل معظم المسلمون عن أهمية الوحدة وسر القوة، فيما أدرك الأعداء أن من أسباب قوة المسلمين وحدتهم، فعملوا علىى تغذية التفرقة بينهم، ووجدوا لديهم البيئة المساعدة لذلك. وبعد النكبات المتتالية، والحرب المشرعة على الإسلام باسم الإرهاب، بدأ بعض المسلمين يدعو إلى التوحد والتعاون والتقريب بين المذاهب. ومؤلف هذا الكتاب أحد الناشطين المخلصين في هذا الحقل، ويمكننا أن نعد كتابه هذا صرخة من القلب تدعو التنبه للأخطار والتوحد في مواجهتها، إن كان لا يخلو من العاطفة فلا ينقصه الأسلوب العلمي الرصين في شرح أسباب الاختلاف ووسائل تلافيه. وهو يتناول مواضيع حساسة يحسن الوقوف عندها لا التهرب منها، فإن لم تقنع القارئ توقفه وقفة تأمل وتفكير فيما آلت إليه حال العرب والمسلمين.