مما جاء في مقدمة الكتاب: إن كل مجتمع بشري في حاجة إلى البحث عن توجهات ومسارات للإصلاح، محددة الأولويات لتقويم ما اعوجَّ من نظمه، وتصحيح ما انحرف من قِيَمهِ، وتجديد ما اندثر من مبادئه، وهذه التوجهات يجب أن تكون منفتحة على العصر ومنسجمة معه، فلا تعاديه ولا تهرب من تحدياته، ولا تقاوم التغيرات الصالحة المصاحبة له في القِيَم والمبادئ والنظم. وهذا الكتاب، بما يحويه، يمثل محاولات جادة لكسب الرهان الحضاري في الإصلاح من خلال طرح توجهات نحسب أنها تمثل نقطة البداية نحو فكر إصلاحي مستقيم، ونأمل، بطرحها، أن ينبثق عنها مشروع متكامل شامل للتغيير الجاد والصادق، بآليات واضحة وبرامج مرسومة، وأولويات محددة، ضمن إطار زمني معلوم سلفاً وملتزم به. والمؤلف مفكر إسلامي، وأستاذ جامعي، شغل مناصب رفيعة منها وزير الحج في المملكة العربية السعودية، وله مؤلفات فكرية وسياسية وثقافية متميزة، وتحسساً منه بالمسؤولية في ظل الهجمة الشرسة على العرب والمسلمين أراد أن يقدم لأمته خلاصة خبرته في مجال الإصلاح والتغيير، في كتاب لا يغني عن التعريف به عن قراءته والتمعن بما جاء فيه.