لا أحد ينكر الهزّة التي أحدثها كتاب المهندس محمد شحرور "الكتاب والقرآن - قراءة معاصرة" في صفوف الذين قرؤوه، أو اطَّلعوا عليه، حتى عدَّه بعضهم إحدى حلقات تهديم الإسلام من داخله، التي بدأت بعبد الله بن سبأ، ثم "برجمت"، مع مرور الأيام، ونُظِّمت ، بحيث غدت كتب الطعن في الإسلام، أو حرفه عن حقيقته، تتوالى في إيقاع منظَّم، وفي مختلف الأقطار والبلدان. وهذا الكتاب "القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان" للمحامي الأديب الناقد أحمد عمران هو خير ردّ على ما ورد في كتاب شحرور، فقد اتبع فيه مؤلفه منهجاً واضحاً، فتابع أفكار شحرور ونظرياته فكرة فكرة، ونظرية نظرية، وتوقف عند كل واحدة، فناقشها، وبيّن الخطأ فيها أو الانحراف، بلغة أدبية رفيعة، ونقد بنّاء، لا تعصُّب فيه ولا إسفاف، حتى أن قارئه يتذكر أثناء قراءته قول الله عزَّ وجلّ : * فأما الزَّبد فيذهبُ جُفاءً ، وأما ما ينفعُ الناس فيمكث في الارض*