القدس، مدينة الأنبياء، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، اغتصبها يهود، وعاثوا فيها فساداً وتخريباً، وانطلقت حناجر الأيتام والثكالى محشرجة مستغيثة، ولا مغيث. فالمسلمون على أمرهم مغلوبون، والمسيحيون في أمر القدس منقسمون، والله غاضب لا يحب الخاملين، ولا يساعد المتفرقين، ولكنه، لحسن الحظ، يمهل ولا يهمل، وسيرسل صلاح الدين آخر...، وستنطلق جحافل المؤمنين، تحرر الأرض المغتصبة، وتعيد الحق إلى نصابه. ولكي لا تنسى أجيالنا القادمة البقعة الطاهرة التي أضعناها، ولكي لا تنسى القدس زهرة المدائن، نقدم هذا الكتاب، الذي يتحدث عن القدس، تاريخها من أقدم العصور (3000ق.م) ولغاية العام 2003م، وأهميتها الدينية، ومعاملها الأثرية، وأرضها، وسكانها، والحروب والثورات فيها، ومشروعات السلام واتفاقات التسوية الخاصة بها، ومحاولات تهويدها... وكل ما يتعلق بهذه الأمور. وبذلك، يُعدُّ هذا الكتاب أهم مرجع للتدريس، في المعاهد والجامعات، ولكل راغب في الاطلاع على تاريخ القدس، ماضيها وحاضرها وما يُخطط لها.