ما زالت أسماء جنكيزخان، وهولاكو، وتيمورلنك تثير الخوف والاشمئزاز معاً في نفوس المسلمين، على الرغم من انقضاء قرون على تلك الظاهرة، التي أذهلت العالم، إذ انطلقت جحافل تلك الشعوب المتوحشة من منغوليا في قلب آسيا، وانقضَّت على مراكز الحضارة في الصين وإيران والعراق وآسيا الصغرى، وبلاد الشام، وشرقي أوروبا، فاجتاحت البلاد، وقتلت العباد، وزرعت الفوضى والدمار في كل بلد مرت عليه، وأقامت امبراطورية مترامية الأطراف بسرعة ملفتة. ثم ما لبثت في مدة قصيرة نسبياً، أن تفككت تلك الامبراطورية وانهارت، وذاب أهلها في البلدان المفتوحة، ولم يعد لبعضها الآخر ذكر في التاريخ أو الوجود. والدراسات بالعربية التي تتناول تاريخ المغول قليلة وهزيلة، ما دعا المؤلف المؤرخ أ.د. محمد سهيل طقوش إلى وضع هذه الدراسة المهمة، لتلقي الضوء على حقبة مهمة في تاريخ البلاد الإسلامية، على أن يتبعها بدراسة أخرى عن مغول القبيلة الذهبية والهند. فعسى أن تكون هذه الدراسة مفيدة لدارسي التاريخ ومحبيه.