الأكثر رواجاً
ابحث عن
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
مساحة إعلانية
البيئة والطهارة
عندما أسمع بأذنيَّ وأرى بعينيَّ ما يحدث في الانهار ومجاري المياه وما فيها من قذارات ونجاسات تعود بي الذاكرة إلى أكثر من سبعين سنة خلت في قريتي الوادعة التي تعانق نهر بردى عندما كان نهراً كما وصفه شوقي:
جرى وصفق يلقانا بها بردى ....... كما تلقاك دون الخلد رضوان
إذ كان يجري أمام منزلنا ساقية رقراقة المياه نشرب منها بكل اطمئنان، وإن أردنا ماء أكثر برودة ملأنا الجرار من بردى نظيف المياه غزيرها.
ومنبع النظافة هذه الحرص على الطهارة والابتعاد عن النجاسة كما يأمر الدين الاسلامي. فالخوف من الله عز وجل يحول دون توسيخ المياه النظيفة. وتخريب البيئة التزاماً بقول الله عز وجل ﴿ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها﴾ [الأعراف/56].
وبالحديث الشريف الذي رواه مسلم "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل فيه".
وغيره من الأحاديث التي تدعو إلى المحافظة على النظافة في الجسم والمنزل والطبيعة. ويلتزم الطيبون بهذه الأوامر ويراقبون تصرفاتهم وتصرفات أبنائهم طمعاً في الثواب لا خوفاً من عقاب القانون.
فما بال الإنسان يتقدم في العلوم ويتأخر في مجالات منها تخريب الطبيعة والإضرار بها وبنفسه، فإن لم يكن الدين رادعاً فلتكن الأخلاق والمصلحة رادعين عن العبث بهذا الكوكب الجميل الذي أوجده الله للإنسان ليعمره لا ليخربه.
أحمد راتب عرموش