الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة مقال من كتاب: المؤسسة العسكرية في الإسلام وتطلعات معاصرة. حول مبادئ انشاء جيش يحمي البلاد ولا يختص بالانقلابات تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان: تحية للشعب السوري - تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان: سقوط الطغيان - تمت اضافة قصة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان: وامعتصماه بقلم الاستاذ أحمد راتب عرموش
 
 

الصهيونية

لا ريب أن ما يحدث على أرض فلسطين المباركة، وما يقوم به الصهاينة من أعمال وحشية لا تقرها أخلاق أو إنسانية، بحق سكان البلاد، تفرض علينا التعمق في البحث عن جذور مصطلح أو فكرة "الصهيونية"، فهي مصطلح حديث لم يرد في الأدبيات القديمة، ولا الديانات والشرائع السماوية أو غير السماوية. وهي حركة سياسية، وايديولوجيا ظهرت في القرن التاسع عشر تستغل الدين لاغتصاب أرض لاحق لأتباعها فيها، وثمرة عمل خبيث منظم نجح في شق صف العقيدة الكاثوليكية بمزاعم الاصلاح الديني الذي قاده مارتن لوثر، ونشأ عنه الطائفة البروتستانتية ومتفرعاتها، التي أدخلت في المسيحية مفاهيم غريبة عنها. منها: ربط عودة المسيح بقيام كيان يهودي على أرض فلسطين، وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم، الذي لا يعرف بالوثائق ما هو، ولا أين وجد، فالتاريخ المغرق في القدم يبقى تكهنات حتى يثبت باكتشاف آثار أو وثائق ومنحوتات تؤيده. ولا يزال الصهاينة يفتشون عنه فلا يجدون له أي أثر، ما دعا بعضهم إلى وصفه بالخرافة.

وقد اشتق، واخترع، اسم "الصهيونية"، من اسم جبل شرقي القدس في فلسطين، هو جبل صهيون، من دون مسوغ لهذه التسمية.

ومنشأ الايديولوجيا الصهيونية رغبة زعماء يهود بجمع اليهود في كيان، لم يحدد مكانه في البداية، بحجة الاضطهاد المسيحي الذي كانوا يتعرضون له في أوروبا بشكل خاص. وتنفيذاً للفكرة الدينية التي اخترعوها.

أما هدف الغرب فهو قسم العالم الإسلامي بإنشاء وطن معادٍ لسكان المنطقة، موال للغرب على شاطئ بلاد الشام، لفصل آسيا المسلمة عن افريقيا المسلمة، كما ورد في تقرير بنرمان الاستعماري المعروف (سنة 1907).

وهكذا تطابقت رغبة الصهاينة مع أهداف الغرب الاستعمارية وبدأ تنفيذ المخطط بصدور وعد بلفور المشؤوم (2/11/1917م)، على الرغم من ضآلة أعداد اليهود في فلسطين يومها.

 

ويجدر بنا أن نميِّز بين "بني إسرائيل" القوم الذين ينسبون إلى يعقوب، الذي يسمى أيضاً "اسرائيل"، وبين اليهود. إذ اليهودية عقيدة، أو دين يعتنقه مجموعات من بني اسرائيل، من غير الثابت أن لهم وجود حالياً بين المحتلين. فآخر من اعتنق الديانة اليهودية هم الخزر الذين عاشوا بين بحري الأسود وقزوين، وانتشروا في روسيا وأوروبا الشرقية بعد القضاء على دولتهم من قبل روسيا. ويشكلون اليوم معظم المحتلين (92%) الذين يغتصبون أرض فلسطين، أو بالأحرى أنشأ الغرب لهم كياناً على جزء من فلسطين بقرار صدر عن مجلس الأمن سنة ١٩٤٧، ثم احتلوا فلسطين وأجزاء من دول الجوار.

نستنتج من هذه المعلومات المكثفة أنه ليس كل اليهود صهاينة، وبعضهم أكثر عداء للصهيونية من غيرهم، لأنها تخالف عقيدتهم اليهودية، مثل "ناطوري کرتا" و"التنويريون"، ولكن أصواتهم مكتومة. والإعلام الذي يسيطر عليه الغرب والصهاينة يغفلهم ويهمشهم. وأن المحافظين الجدد هم صهاينة أكثر من اليهود الصهاينة. وأن هؤلاء تختلط عندهم العقيدة بالمصلحة، والمصلحيون يستغلون العقيدة عادة.

ومن هنا ندرك تأييد الغرب غير المحدود للمحتلين المتطرفين في فلسطين، وكيف هبوا لنجدتها بعد 7/10/2023.

وبما أنه لا بد للحق أن ينتصر فقد بدأ العالم يدرك هذه الحقائق. وأصبحنا نرى يهوداً يشاركون في الاضرابات والاعتصامات الطلابية وغير الطلابية، ما يوجب على المفكرين العرب والمسلمين، بالإضافة إلى المقاومة بالسلاح، توضيح الحقائق للناس في مختلف أنحاء العالم، لإنهاء العدوان والاحتلال، فالدول التي أنشأت الكيان الاسرائيلي بقرار، يمكنها أن تلغيه بقرار عندما تتطلب مصلحتها ذلك. ومصلحتها في إعادة فلسطين إلى أهلها ليسود العالم السلام.

 أحمد راتب عرموش