الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان: حول معارض الكتب........................ تم رفع كتاب النشاط السري اليهودي للأستاذ غازي فريج ضمن الكتب المجانية
 
 

بين الدين والدنيا

بين الدين والدنيا

إن الناظر إلى الساحة العربية ينتابه شعور بالحزن والأسى، إن لم يصب بالجنون، لما يرى فيها من تخلف وهوان وانقسام. وإن مدَّ بصره إلى ديار المسلمين لوجدها في معظمها متخلفة أيضاً. والذي يهمه أمر العرب والمسلمين لا بد له من التساؤل عن أسباب هذا التخلف.

لا ريب أن الأسباب كثيرة، وألف فيها كثيرون الكتب الطوال منهم أمير البيان شكيب أرسلان صاحب كتاب: "لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟" الذي أعادت نشره دار النفائس، ولا أهدف في هذه الكلمة إلى الإلمام بها. وإنما في ذهني خاطرة أريد الإضاءة عليها ومشاركتها الأصدقاء والعلماء، بعيداً عن عيوب متأصلة فينا نحن العرب، كحب المال حباً جماً، أفقد المسلمين النصر في أُحد كما هو معروف. وشهوة السلطة التي جعلتهم يختلفون في سقيفة بني ساعدة قبل دفن نبيهم صلى الله عليه وسلم. والنفاق لدرجة أن الله عز وجل أنزل سورة خاصة بالمنافقين في كتابه الكريم.

والخاطرة هي وجهة نظر تدور حول فكرة الخلط بين الدين والدنيا في أذهان كثير من العرب المسلمين.

فإذا نظرنا في تعاليم الدين، وتجاوزنا عبادات الصلاة والصوم والحج، لوجدنا بقية الأوامر والنواهي لا يختلف فيها العقلاء فقد خلق الله عز وجل الأرض وأصلحها كوكباً جميلاً، وسخرها للإنسـان ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَـــامْشُوا فِـي مَنَاكِبِهَا وَكُـلـُوا مِــــنْ رِزْقِــــــهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك/15] وأعطاه حرية الاختيار والعمل وفق أسس وقوانين على الانسان أن يخضع لها. ومن يراعيها، فرداً أو جماعة، يتقدم ومن يخالفها يتخلف.

ويبدو في عالمنا سوء فهم للعلاقة بين سنن الحياة وبين تعاليم الدين، وشيوع استغلال "رجل الدين" الذي شاع وجوده في المجتمع، لتسويغ بعضهم المخالفات الشرعية، وبخاصة من قبل الحكام والأثرياء.

ولن تستقيم أمور المجتمعات المسلمة حتى يدركوا جوهر الدين من جانب، وسنن الحياة من جانب آخر، ويتخلصوا من الخلط بين الدين والدنيا، الذي أورثهم التواكل، وإلقاء تبعات أخطائهم على رب العالمين ومشيئته. جلّ شانه وتعالى قدره.

ولا ريب أن هذه الفكرة المختصرة يحتاج شرحها إلى المطولات، ولا أقصد منها إلا دعوة ذوي الشأن والعلم إلى إيلائها ما تستحق من اهتمام وشرح.