الأكثر رواجاً
ابحث عن
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
مساحة إعلانية
ثقافتنا ومشية الغراب
يقال إن الغراب اعجب بمشية العصفور الرشيقة وقفزاته المتتالية، فأراد أن يقلده فلم يفلح، فحاول العودة إلى مشيته القديمة فنسيها، وأصبحت مشيته خليطاً غير متجانس. وأخشى على ثقافتنا أن تصبح كمشية الغراب.
فلكل أمة ثقافتها الخاصة والتي يشكلها التقاليد الاجتماعية والدين والتعليم وأحداث التاريخ والمحن وغيرها.
فما يعد فضيلة في مجتمع من المجتمعات قد يعد نقيضه في مجتمع آخر. ولاريب أن الصغار يقلدون الكبار، والضعفاء يقلدون الأقوياء الذين يحاولون فرض ثقافتهم وتقاليدهم... ويعد الأطفال هدفاً مناسباً لتعويدهم على ثقافتهم وتنشئتهم عليها.
وهذا يقودنا إلى التنبيه إلى واجبات مؤلفي قصص الأطفال وناشريها، فهؤلاء تقع على عاتقهم مسؤوليات كبيرة في تنشئة الأطفال على قيم مجتمعهم وثقافته.
وما يلجأ إليه بعض ناشري كتب الأطفال من أخذ كتب أجنبية بنصوصها وصورها من دون النظر فيها، ونشرها في المجتمع فهذا جريمة مقصودة أو غير مقصودة ستظهر نتائجها في قادم الأيام.
إن المسموح به في هذه الكتب والذي لا يضر بالمجتمع بل يفيده هو ما يتعلق ببعض العلوم، وأما ما يتعلق بالقيم الاجتماعية والفضائل فأخشى أن ينطبق علينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن)
وكما على الناشرين واجب ومسؤولية، فعلى الأهل والأساتذة والمسؤولين عن التربية ألا يتركوا الطفل يختار بنفسه ما يشاء، فهو لا يدرك ما يختار، والذي يجذبه هو المزخرف والملون والغريب.
إنها مسؤولية، وكلنا مسؤولون، فليختر كل منا موضعه.