الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان: حول معارض الكتب........................ تم رفع كتاب النشاط السري اليهودي للأستاذ غازي فريج ضمن الكتب المجانية
 
 

حماس لم تعد فصيلاً إخوانياً

ذكرت في كلمة سابقة بعنوان: "ماذا حققت غزة؟" أن حماس لم تعد فصيلاً إخوانياً، وقبل توضيح سبب ما ذكرت لا بد من التذكير بأن من أهداف حكومة العدو المعلنة: نكبة جديدة بسكان غزة، وترحيلهم إلى أي مكان، المهم الاستيلاء على غزة، ربما لأنها تعوم على بحر من البترول والغاز، ولأن قناة بن غوريون يفترض أن تمر فيها.

وكذلك ترحيل سكان الضفة الغربية إلى الأردن الذي يشيعون أنه الوطن البديل. ولذلك أفشلت حل الدولتين، وفرضت حصاراً على غزة، ولم تقم وزناً للسلطة الفلسطينية، فتعتقل وتسجن من تشاء بلا ضوابط، وتهدم بيوت الفلسطينيين بلا سبب، وتزرع المستوطنات في مختلف أنحاء الضفة، وتتلف المزروعات قبيل جنيها...

ومن عمق هذه المعاناة نشأ تنظيم حماس، وهو في الواقع إخوان فلسطين. وأعداء تنظيم الإخوان المسلمين أكثر من مؤيديه لأسباب كثيرة لا يحسن ذكرها في هذه الكلمة مختلفة الغاية والهدف.

وقد قامت حماس بعمليتها المعروفة باسم "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣، وأخذت رهائن عسكريين ومدنيين وأعلنت أهدافها من العملية، وهي تختصر بتحرير الأسرى أو المعتقلين الفلسطينيين لدى قوات الاحتلال. وهم كثر، رجال ونساء، صغار وكبار، ومعظمهم لا علاقة له بحماس. واعتقالهم يمثل أبشع أنواع الظلم والارهاب وبخاصة لعدم توجيه أية تهمة إلى معظمهم، "اعتقال اداري"، ورفع الحصار عن غزة، والكف عن الاعتداء على المسجد الأقصى، وإنشاء دولة فلسطينية...

وقد شكلت تلك العملية صفعة قوية لدولة الاحتلال، أفقدتها السيطرة والتعقل، فبدأت حرب إبادة جماعية، وتهجير قسري لسكان غزة. وألقت من المتفجرات على بقعة صغيرة كثيفة السكان ما تفوق قوة تدميره عدة قنابل ذرية، ودعا أحد قادتها إلى ضرب غزة بالقنابل النووية.

والقارئ يسمع ويرى ما يحصل في غزة، ما جعل معظم الفلسطينيين يلتفون حول حماس، ويؤيدون عمليتها التي قهرت الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر، وأحيت ثقة العربي بنفسه، ورفعت معنوياته المنهارة، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، ونبهت العالم إلى الظلم الواقع على الفلسطينيين، وضرورة إيجاد حل دائم لهذه القضية، وغير ذلك مما ذكرته في كلمة أخرى...

نستنتج مما ذكرت أن حماس لم تعد فصيلاً إخوانياً، وغدت تمثل ضمير الأمة، وطليعة مجاهديها ومناضليها، فهي تتبنى مطالب الفلسطينيين وأهدافهم، وتطالب بإطلاق سراح معتقليهم وأسراهم، وتقدم التضحيات والشهداء دفاعاً عن شرف الأمة، فعلى الذين ينتقدون ما قامت به حماس، نفاقاً أو اقتناعاً، أن يتنبهوا إلى أن هذا ليس وقت الانتقاد والتفرقة ونبش الخلافات، بل وقت التوحد خلف هدف التحرير، وأن الوقت ليس للحسد والشعور بالنقص، بل وقت التنافس في البذل والتضحية. ويفترض ألا يكون العدو أكثر وعياً، وهو الذي سارع إلى توحيد صفوفه على الرغم من عمق الخلافات بين قادته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الاتجاهات.

وقد أفلح قادة العرب والمسلمين بالاجتماع، وبحسن مواقف معظمهم في اجتماعهم، وفي الأمم المتحدة، فعسى أن يعملوا ويوفقوا في تحويل أقوالهم إلى أفعال، مع أنها دون المتوقع منهم.

وأختم بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [الأنفال/46].

   أحمد راتب عرموش