الأكثر رواجاً
ابحث عن
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
مساحة إعلانية
سبل النجاح
ورد في صحيح البخاري حديث لرسول الله (ص) "إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" وفي رواية: "وسِّد الأمر..." والساعة كما هو معروف يوم تقوم القيامة، وأظن أن المقصود هنا والله أعلم، فانتظر خراب ذلك الأمر، كما نقول: "قامت قيامته" لما يخرب.
ويدل على هذا بداية الحديث " وهي: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة" فعندما يعهد بأي أمر إلى غير أهله لا يحافظون على الأمانة، وسوء الأمانة خيانة وخراب الأمر من أصغر مؤسسة إلى أعلى مستوى في الدولة.
وقد ورد في القرآن الكريم توجيه جميل إلى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما يقال في العصر الحاضر.
فعندما كان العمل يتطلب القوة والأمانة، قالت ابنة شعيب لابيها عن موسى ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ ]القصص/26[، وعندما كانت المهمة تحتاج إلى علم ومقدرة وخبرة في الإدارة اختار الله طالوت ملكاً على بني اسرائيل، ولما لم يعجبهم ذلك لأنه لم يؤت سعة من المال ﴿قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ...﴾]البقرة/247 [
وقد أجاد الشاعر العربي بوصفه حال الجماعة التي يسودها جهالها إذ قال:
لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا
والمقصود بالجهال هنا: ذوي التصرفات الرعناء.
وكان أبوبكر رضي الله عنه من أعلم الناس بالرجال، فلم يعزل خالد بن الوليد لكفاءته في القيادة والقتال على الرغم من إلحاح عمر عليه بعزله.
وما نراه في العصر الحاضر من فشل في كثير من الدول والإدارات إنما يعود لعدم التقيد بقاعدة "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب" وتفضيل الأقارب والاتباع والأنصار والمؤيدين والمنافقين، وإبعاد المخالفين، ولو كانوا صالحين، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
أحمد راتب عرموش
11-08-2022