الأكثر رواجاً
ابحث عن
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
مساحة إعلانية
مناجاة
آلمتني حتى أعمتني أحداث غزة، وطغيان الصهاينة قبل السابع من تشرين الأول وبعده، فشرد ذهني وأخذت أناجي ربي: لماذا تفعل بعبيدك في الأرض التي باركتها ما نراه ونسمعه؟ لماذا سلطت عليهم شرار أهل الأرض كما وصفتهم؟ ماذا اقترفت تلك الأم الثكلى حتى تُفقدها أسرتها كلها؟ وماذا فعل ذلك الرضيع حتى تحرمه أمه وأباه...؟
أنا أعرف أن ما يحدث كله هو بعلمك، وأن الطغاة الذين يفعلون ما يفعلون هم أدوات سخرتها لعمل لو أردت منعته...
فهزني هاتف: تأدب يا عبد الله، من أنت حتى تتدخل في عمل خالقك؟ فارتعدت فرائصي، وعدت الى واقعي. كيف أتجاوز حدودي، وأنا لا أستطيع أن أنتقد عبداً مثلي يحكم بلدي!؟
استغفرك ربي فأنا لا أعترض على حكمك، ولكن العقل الذي وهبتنيه يلح علي ليدرك الحكمة مما يجري. ويبدو أنه لا عدل فيه، وأنت الذي تأمر بالعدل، وتنفِّر من الظلم وتحاسب عليه.
فعاد الهاتف: ألا تعلم أن حياة الإنسان تبدأ في الدنيا ولا تنتهي فيها؟ هناك حياة أخرى وحساب، فإما إلى نعيم مقيم، أو عذاب أليم، وما الحياة على الأرض إلا رحلة قد تكون طويلة بمقاييس البشر على الأرض أو قصيرة. وأنت لا تعلم ما أعدَّ الخالق عز وجل من نعيم للذين حرمهم هذه الرحلة، أو قصَّرها. ارجع إلى سورة الكهف، فقد تجدد إيمانك.
وهنا صحوت من شرودي
اللهم ارحم شهداء غزة، وأعن الأحياء من أهلها، واجعلهم من الصابرين المحتسبين.