لا أقصد بهذا العنوان ما ذكره "بوكنان" في كتابه أن الغرب، ويقصد العالم الرأسمالي، سينتهي لتركه القيم المسيحية، والقضاء على الأسرة فيه.

إذ سيؤدي الاحجام عن الزواج، وشيوع المثلية الجنسية، والهروب من الانجاب في حالة الزواج، أو الاقتصار على مولود واحد، إلى تناقص عدد السكان، ما يوصل في النهاية إلى انقراض المواطنين، ويفرض استيراد غيرهم.
ولكن ما أقصده موت النظام الرأسمالي وزواله قبل انقراض أتباعه، لأن هذا النظام الذي يدعي الحرية زوراً وبهتاناً لما نراه في الغرب من تزوير إرادة الناخبين بالتلاعب بعقولهم عن طريق الدعاية وشراء كثير من السياسيين والمثقفين .

وأدى هذا النظام وطريقة تطبيقه إلى تكدس الأموال لدى فئة قليلة من الناس لم يكتفوا بسرقة مواطنيهم فاخترعوا الشركات عابرة القارات بقصد السيطرة على دول أخرى. فغدت صورة العالم الحالي دول غنية متقدمة علمياً تسرق خيرات الدول المتخلفة وشعوبها، وتمنُّ عليها بفتات مما تسرقه وتقدمه مساعدات إنسانية، وأصحاب مليارات يتحكمون باقتصاد بلدانهم بعيداً عن العدالة وبكثير من الظلم، فيزداد عدد الفقراء والمعوزين .

وهذه الصورة أصبحت واضحة لشعوب الأرض المحرومين من خيرات بلادهم، والمظلومين في أوطانهم، وستؤدي حتماً إلى تغيير دموي عاجلاً أو آجلاً، واستيلاء نظام أكثر عدالة لا استغلال فيه ولا احتكار ولا تلاعب بعقول الناس...

   أحمد راتب عرموش

27-04-2022