الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان:الخيار الخاطىء........................... تم رفع كتاب النشاط السري اليهودي للأستاذ غازي فريج ضمن الكتب المجانية
 
 

الأمانة بين الماضي والحاضر

الأمانة بين الماضي والحاضر

 

كان والدي رحمه الله يروي قصة وثقها الدكتور مازن المبارك في أحد كتبه ملخصها أن تجار الشام – وكانت تسمى شام شريف – كانوا مشهورين بالصدق والأمانة والوفاء بالعقود. وكان وصف تاجر يعني هذه الصفات على عكسها في هذا الزمان. وكان المسلمون الذين يمرون ببلاد الشام في طريقهم إلى الحج يثقون بتجارها بينما كانت طريق الحج غير آمنة، ما دفع أحد الحجاج، وهو في طريقه لأداء فريضة الحج أن يودع ما لديه من فائض مال عند أحد تجار سوق الحميدية أمانة على أن يستردها في طريق عودته. فأخذ منه التاجر صرة فيها مئة ليرة ذهبية ووضعها في صندوق حديد بجانبه.

وعند عودة الحاج قصد الدكان الذي وضع الأمانة عند صاحبها، ولما ذكر له ذلك لم يتذكر التاجر الموضوع من أساسه، فسأل الحاج كم كان المبلغ وكيف سلمتني، فقال له: مئة ذهبية في صرة حمراء، وأخذ يصفها له ويذكره بما دار بينهما. فطلب منه التاجر الانتظار، وشرب الشاي بينما يحضر له الأمانة. وأختلى بابنه إذ لم يكن المبلغ متوافراً لديه، ودله على طريقة حصوله على المبلغ وطلب منه احضاره في صرة حمراء. وجلس مع الحاج يسايره حتى عاد ابنه، فأخذ منه الصرة وسلمها إلى الحاج، الذي أخذها شاكراً وتوجه في السوق إلى هدفه، وإذا به يلاحظ دكاناً ذكرته أنه وضع المبلغ عند صاحبها، فدخلها وسلم على صاحبها وطلب منه الأمانة، ففتح التاجر صندوق حديد بجانبه وأخرج الصرة، وأعطاها إليه، فأخذها الرجل مذهولاً وعاد إلى الدكان الأولى، وروى لصاحبها ما جرى معه، ثم سأله كيف تعطيني هذا المبلغ وهو ليس لي؟ فأجابه لو أنني لم أعطك إياه ونشرت القصة في السوق لفقدت سمعتي، فقررت شراءها بهذا المبلغ، لأنها أهم منه بكثير.

أذكر هذه القصة بمناسبة سطو أصحاب "البنوك" في لبنان على أموال المودعين الذين ائتمنوهم، فأضاعوا الأمانة وأضاعوا ثقة الناس في الداخل والخارج بالنظام المصرفي اللبناني التي كان يتمتع بها، وبناها خلال سنوات، وسترافقهم لعنة الله والمودعين إلى يوم الدين، وحساب رب العالمين.

 

أبو شاكر

أحمد راتب عرموش

بيروت في 08/06/2020