الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان:الخيار الخاطىء........................... تم رفع كتاب النشاط السري اليهودي للأستاذ غازي فريج ضمن الكتب المجانية
 
 

الارهاب والعنف السياسي

ومن الفضائح السياسية الكبيرة التي شهدتها الولايات المتحدة الفضيحة المتعارف على تسميتها إيران غيت. وتقوم عناصرها على أساس بيع إيران كمية من الأسلحة مقابل ممارسة إيران الضغط على الجمعات اللبنانية التي تحتجز الرهائن الأميركية لإطلاقها. ومن عناصرها أيضاً التبرع بفائض الأموال التي تدفعها إيران ثمناً للأسلحة إلى حركة الكونترا في السلفادور في أميركا الوسطى. وكان الكونغرس الأميركي (خوفاً من التورط في الحرب الداخلية في السلفادور) قد حظر تقديم المال أو السلاح للكونترا. هذه الفضيحة التي كان بطلها الكولونيل أوليفر نورث أطاحت بعدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض ولطَّخت سمعة الرئيس الأميركي رونالد ريغان نفسه.

وفي كتابه "الحصاد" يروي الصحفي الأميركي جون كوولي كيف فوَّض الرئيس جيمي كارتر في أيلول – سبتمبر 1980 مساعد وزير الخارجية وارن كريستوفر الالتقاء في ألمانيا الغربية بأحد المسؤولين الإيرانيين (وهو صادق طبطبائي، شقيق زوجة أحمد الخميني ابن آية الله الخميني). وكيف أن الموفد الايراني قدم أربعة مطالب، هي عدم تدخل الولايات المتحدة في شؤون إيران الداخلية، وإعدة الأموال الإيرانية المجمدة، وإلغاء مطالب أميركا ضد إيران، وإعادة ثروة الشاه إلى إيران، مقابل إطلاق سراح رهائن السفارة الأميركية في طهران. ثم كيف أن الولايات المتحدة وافقت على طلب الأول، وتعهدت بالإفراج عن 3 مليارات دولار من مجموع 4.8 ملياراً من الأموال المودعة في مصارف أوروبا وأميركا بمجرد الإفراج عن الرهائن مع احتمال الإفراج أيضاً عن 5,2 مليار دولار من الذهب والأمانات الأخرى التي أودعتها الحكومة الإيرانية في البنك الأميركي المركزي في نيويورك. ويقول المؤلف: "وهكذا أخبر كريستوفر الإيرانيين أن بإمكانهم الحصول على 5.5 مليار دولار بمجرد إطلاق سراح الرهائن".

ويذكر المؤلف أنه "في 15 سبتمبر – أيلول التقى كل من كريستوفر وغينشر – وزير خارجية ألمانيا – بالطبطبائي سراً في مكان آمن خارج مدينة بون. بعد أن شرح كريستوفر رداً أميركياً على مطالب الخميني طرح (الجوّال) – لقب أطلقه الأميركيون على الطبطبائي – طلباً بأن تتنازل أميركا والرهائن عن أي دعاوى لهم ضد إيران قد تترتب على احتلال السفارة بما في ذلك المتعلقة بأضرار شخصية أو مالية، ولكن كريستوفر رفض ذلك . كما رفض الطبطبائي قبول حجة أميركا بأن الإدارة الإميركية غير قادرة على التأثير في إجراءات المحاكم في ما يتعلق باستعادة أموال الشاه الخاصة إلى إيران.

وتساءل (الجوّال) عما إذا كانت أميركا – وهذا أمر حيوي جداً للمستقبل – سوف تزوِّد إيران بقطع الغيار الخاصة بالأسلحة والمعدات الأميركية الإيرانية الصنع، ولما حاول كريستوفر التهرب من الإجابة على السؤال صرف الإيرانيون النظر عنه بصورة مؤقتة عندما بدأ الجزائريون يلعبون دوراً هاماً للتوسط في قضية الرهائن".

واستناداً إلى ما ورد في الكتاب نفسه، فقد عقد الأميركيون والإيرانيون سلسلة ثانية من المحادثات ثم انصرفوا في 17 سبتمبر – أيلول للتشاور، ويقول: إن بعض المفاوضين الأميركيين خرج بانطباع أن هناك أرضية لاتفاق ما، ولكن ذلك الشعور لم يدم طويلاً ، حيث أعاق اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية في 22 سبتمبر – أيلول (الجوّال) عن السفر إلى أوروبا... وعُلِّقت المفاوضات. كانت تلك نقطة توقف مهمة بالنسبة لإيران حيث إنه لم يكن الأميركيون ليهبّوا لمساعدة آية الله الخميني أمام زحف قوات صداح حسين الجوية وفرق جيشه التي انطلقت لما اعتقد العراق أنها حرب خاطفة لتركيع الخميني خلال أيام أو أسابيع. لقد كان على الخميني أن ينتظر من أجل الحصول على الدعم الأميركي إلى أن تتحرك القوات الموالية لإيران لاختطاف المزيد من الرهائن، ولكن هذه المرة في لبنان".

واستناداً إلى صحيفة هيرالد تريبيون الأميركية، فقد وافقت الإدارة الأميركية في إطار صفقة إغلاق ملف الرهائن على تعويض إيران بمبلغ 378 مليون دولار عن الأجهزة العسكرية التي احتجزتها واشنطن بعد الهجوم الإيراني على السفارة الأميركية في طهران في العام 1979.

وتوقعت الصحيفة أن تطلق واشنطن الأرصدة الإيرانية المجمدة التي تحتجزها المصارف الأميركية منذ عام 1979 والتي تبلغ نحو سبعة بلايين دولار. كما أن البحرية الأميركية باتت مستعدة للاعتراف على مضض بأن الطراد الأميركي "فينسن" كان في المياه الايرانية حين أسقطت طائرة الركاب الإيرانية في العام 1988 وهي في طريقها من بندر عباس إلى دبي، مما يعني حصول إيران على ملايين الدولارات كتعويض عن 290 راكباً قتلوا في الحادث، بينهم 66 طفلاً.

وأوردت الصحيفة إن الحكومة البريطانية التي شارك وزير خارجيتها دوغلاس هيرد في مفاوضات إطلاق الرهائن وقعت اتفاقات تجارية وصفقات أسلحة مع طهران بعد إطلاق تيري وايت وجون مكارثي وجاك مان. وأشارت هيرالد تريبيون أيضاً إلى صفقة قالت إن إيران عقدتها مع "حزب الله" حين أرسل الرئيس الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني اثنين من مساعدية إلى البقاع في لبنان حيث اجتمعا مع ستة من الزعماء الروحيين والمسؤولين عن العمليات في حزب الله لمناقشة مسألة إطلاق الرهائن، وادَّعت أن المجتمعين ناقشوا تأمين سلامة مسؤولي حزب الله الذين اشتركوا في خطف الرهائن والذين أصبحوا معروفين لدى أجهزة الاستخبارات الغربية إلى درجة حدت بهم إلى طلب إجراء عمليات تجميل لتغيير ملامحهم وإصدار جوازات سفر لهم بأسماء جديدة.