الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان:الخيار الخاطىء........................... تم رفع كتاب النشاط السري اليهودي للأستاذ غازي فريج ضمن الكتب المجانية
 
 

بين الكفاءة والموالاة

بين الكفاءة والموالاة

المقصود بالكفاءة: توافر الصفات والمؤهلات في الشخص المختار لموقع ما أو عمل.

أما الموالاة فهي التأييد المطلق من قبل شخص أو مجموعة لمسؤول في أي موقع كان.

ويواجه كل مسؤول خيار صعب، وبخاصة الحكام، في انتقاء المساعدين والموظفين بين أن يختار موالياً له أو مؤهلاً للمنصب أو العمل. وفي أغلب الأحيان تتغلب المصلحة الشخصية والعاطفة ويتم اختيار الأكثر تبعية واستزلاماً. ولهذا نجد بعض الدول من التي قطعت شوطاً في الديمقراطية، لا تترك اختيار كبار الموظفين لأهواء شخص مهما علت مرتبته، بل تضع لذلك شروطاً وقوانين. على عكس ما يحدث في الدول الديكتاتورية إذ نادراً ما تجد الرجل المناسب في المكان المناسب. لأن معظم الأكفاء تمنعهم طبيعتهم وصفاتهم الشخصية من التبعية والاستزلام. ولهذا نادراً ما يوفق المستبد ببطانة صالحة تؤدي واجباتها على أكمل وجه، وتخلص في عملها وفي نصيحة مرجعها الذي نادراً ما يتقبلها، ويفضل الموالين والمؤيدين والمنافقين.

ونظراً لأهمية اختيار المؤهلين للأعمال التي سيتولونها نجد في القرآن الكريم توجيهات لاختيار المؤهلين لما يسند إليهم من مهام. فعندما كانت المهمة تبليغ رسالة، سأل موسى ربه مساعداً فصيحاً ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فأرسله معي﴾ [القصص / ٣٤) وأما عندما طلب بنو اسرائیل من نبي لهم أن يبعث لهم ملكا ليقاتلوا تحت لوائه و قال لهم نبيهم (إن الله بعث لكم طالوت) استنكروا ذلك ولم يعجبهم اختياره، فجاء مسوغ ذلك (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) [ البقرة / ٢٤٦) فهذه الصفات التي تتطلبها المهمة.

وعندما تطلبت المهمة القوة والأمانة في الخدمة بيَّن القرآن ذلك بقوله عز وجل (إن خير من استأجرت القوي الأمين) القصص / ٢٦]

وجاء في الحديث الشريف، وبصريح العبارة (إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة) أي خراب ذلك الأمر [البخاري/ باب العلم].

وروي عن عمر بن الخطاب (من استعمل رجلاً لمودَّة أو لقرابة، لا يستعمله الا لذلك، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) [السياسة الشرعية لابن تيمية]. وللقارئ أن يقدر مدى الضرر الذي يحيق بكل دولة يسود فيها تقديم الموالاة على الكفاءة، كتعيين قائد للجيش مثلاً لا يحسن القيادة، وغير مؤهل لها، فأي نصر يمكن أن يتحقق على يديه مهما كان موالياً.

أحمد راتب عرموش