كتبنا ونشرنا، وكتب غيرنا، أن الإرهاب أمر أخطر من أن يكافح بالإرهاب، وأن الحل الأمني وحده يؤدي إلى ابتكار أساليب جديدة للإرهاب. ولكن أصحاب الحلول الأمنية وحدها غدوا يرهبون كل من يوضِّح الطرق العملية لمكافحة الإرهاب الذي يشمل جميع الأديان والفئات والأطراف والدول.

  وبمناسبة الجريمة المخزية في مسجد الروضة، التي لا يمكن أن يسوِّغها عاقل، ولا تجوز إسلامياً حتى ضد البهائم والحيوانات... نرى أنه من واجب المفكرين والعلماء والمسؤولين دراسة هذه الظاهرة علمياً. وتبيان طرائق اجتثاث الإرهاب من جذوره، وأهمها من وجهة نظرنا نشر التعليم، والتركيز على مبادىء التسامح في الأديان كلها، وتحريم دم الإنسان المكرم من خالقه، وتأمين العمل للشباب في جو من الحرية والعدل والمساواة، وغير ذلك مما يدركه العلماء المختصون...

وهذا من أكثر الأشياء ضرورة في هذا الجو المحموم مهما كانت الحلول المقترحة قاسية على ذوي الرؤوس الحامية، وإلا فستستمر الأعمال الإرهابية وتتنوع، وتستمر الردود الأمنية حتى تصبح إرهاباً، والكل في هذه الحالة خاسر.

أحمد راتب عرموش