الأكثر رواجاً

التاريخ الاسلامي الوجيز

يؤرخ لدول المسلمين من بداية ظهور الإسلام وحتى الانقلاب…

القواعد الفقهية في كنز الراغبين للمحلي

الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل…

إعراب القرآن الكريم كبير

أعربت كلمات وجمل كل صفحة من المصحف في الصفحة ذاتها،…

ابحث عن

مؤسس الدار : أحمد راتب عرموش
تأسست سنـــة 1390هـ - 1970م
 

مساحة إعلانية

 
تمت اضافة خاطرة جديدة ضمن اخترنا لك بعنوان:الخيار الخاطىء........................... تم رفع كتاب النشاط السري اليهودي للأستاذ غازي فريج ضمن الكتب المجانية
 
 

لكل أجل كتاب

بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون﴾ [النحل/61]، ﴿ وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً..﴾ [آل عمران/145]. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة بهذا المعنى، وبعضها بألفاظ مشابهة. وقول الله تعالى حق، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. كان خالد بن الوليد يخوض المعارك غير مبال بالموت، لأنه يحلم بالشهادة في سبيل الله، ومع ذلك فقد عاش ماشاء الله له أن يعيش، وترك للأجيال عبرة في قوله وهو على فراش الموت: "ما في جسمي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء" وفي العصر الحديث أمثلة كثيرة منها: ياسر عرفات، وتيتو، وفرانكو فقد خاضوا الكثير من الحروب وعاشوا وماتوا على فراشهم، وسأسرد المرات التي نجوت فيها من الموت مع أنني لا أحب أن أحدث عن نفسي. في مراهقتي خطر لي أنني إن صنعت خرطوشة لبندقية صيد أكثرت فيها من البارود المتفجر، ووضعت مكان كرات الخروق الصغيرة كرة واحدة كبيرة، يمكنني أن أصيب طريدة في مكان بعيد. ولما ضغطت الزناد انقسمت البندقية من منتصفها، وبقي الأخمص بيدي والسبطانة على الأرض، وكان المفترض أن تقضي علي ولكنها لم تترك إلا طنيناً في أذني من شدة الصوت أياماً. وفي الصف الأول من الكلية الحربية غرق قارب عبور ليلاً بي وببعض الزملاء. وكان الذي بجانبي لا يحسن السباحة، فأمسكت به، وغرقنا، في مياه عميقة وليل دامس. فقضى غرقاً ونجوت ولو أنه تمسك بي لبقيت معه في قاع البحيرة. وفي الصف الثاني تدهورت بنا ناقلة جند من نوع ( بي تي أر) وانقلب عاليها سافلها واستقرت على زميل نحيف قطعته نصفين، وزميل سمين جاء جسده ضمن مسبل ماء فلم يصب بأذى وبتوفيق الله قفزت منها أثناء انقلابها فما ئالني غير كسر باليد. وأثناء سباحتي في البحر حديثاً، وكنت لا أعرف خطورة التيار الذي أخذني، ولم أستطع النجاة منه إلا بأعجوبة، وخرجت بين الحياة والموت. وانقلبت بي سيارتي مرة عليها سافلها واستدارت، وخلصني شبان كسروا أحد الأبواب، ولم يصدق أحد بنجاتي من ذلك الحادث. واليوم وقد بلغت التسعين هجرية، ولا أعرف متى أنتقل إلى رحمة ربي وكنت تصديقاً لقوله عز وجل ﴿ وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ﴾ [لقمان/34]. ومناسبة هذه الكلمة تنبيه الذين يلومون الاستشهاديين في فلسطين، فهؤلاء الأبطال مكتوب عليهم الارتقاء إلى مرتبة الشهداء ولهذا خلقهم، ولو كان أحدهم تخلف عما يقوم لما تغير أجله، تصديقاً لقوله عز وجل ﴿ قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ﴾ [آل عمران/154]. والله غالب على أمره، والنصر آت متى شاء الله تعالى.