تنبع أهمية هذا الكتاب من الدور الذي تلعبه سلطنة عُمان الإباضية على المستوى الإقليمي والدولي، والذي يتميَّز بالاعتدال والعلاقات الطيِّبة مع الآخرين. فيه نستكشف المذهب الإباضي الذي يصنِّفه قدماء علماء المسلمين ضمن الخوارج، بينما ينفي الإباضيون عنهم هذه الصفة، ويصرُّ علماؤهم المعاصرون على أن مذهبهم مذهباً اجتهادياً فقهياً سنيّاً، كغيره من مذاهب المسلمين السنَّة، ويفضِّلون العودة بمذهبهم إلى جابر بن زيد المتوفى سنة 93هـ، لإزالة صفة الخوارج عن مذهبهم، لأن ابن إباض مشهور أنه من الخوارج.
ومؤلف الكتاب أستاذ جامعي، ومربٍّ متميِّز، يدرك أهميّة التربية والتعليم، وأن للإنسان في هذه الحياة دور، وعليه واجب تجاه أمته يمكن أن يؤديه في اختصاصه. ولفته الفكر التربوي الإباضي الذي يعود إليه الفضل في استمرار المذهب في الشمال الإفريقي، فعمد في هذا البحث الى عرض المذهب الإباضي، وتوسَّع في دراسة الفكر التربوي فيه، نظرياً وعملياً، فأضاف إلى المكتبة العربية دراسة أكاديمية لا يستغني عنها باحث في الشؤون الإسلامية، والمذاهب العقديَّة والفقهيَّة والتربويَّة.