الإلمام بالقواعد الفقهيَّة ضروري لكل طالب علم ولكل قارئ، لأنه يتعرَّف بها أحكام جزئيات موضوع كل قاعدة يعلمها. ومَن ضبط الفقه بقواعده استغنى عن حفظ الجزئيات لاندراجها في الكلّيات. وربما كان كتاب جلال الدين المحلي "كنز الراغبين شرح منهاج الطالبين" من أفضل كتب علم القواعد الفقهية، ما جعل الباحث يتخذه موضوعاً لرسالته الجامعية، فبدأ بتعريف هذا العلم الجليل، ثم صنَّف محتوى الكتاب تحت عناوين جامعة هي: القواعد المتعلِّقة بيُسر الشريعة ورُخَصها - القواعد المتعلِّقة بالعبادات - القواعد المتعلِّقة بالمعاملات - القواعد المرجَّحة عند التعارض - ورتَّب القواعد بحسب ترتيب حروف الهجاء، وشرح المعنى العام لكل قاعدة بعد أن بيَّن معاني الغريب فيها، ثم أورد تطبيقات القاعدة مقتبسة من كتاب "كنز الراغبين"، وأحياناً من كتب الفقه المختلفة. وربما كان أهمُّ ما في الكتاب إيراده تطبيقات معاصرة لكل قاعدة فقهية، وبذلك يستغني القارئ عن كثير من الكتب. إنه كتاب جمع بين التراث والمعاصرة، يضاف إلى المكتبة العربية، ويسدُّ ثغرة فيها.