يتابع المؤلف في هذا الجزء "الثاني من رحلة العمر" كتابة ما لا يكتبه التاريخ عادة من وقائع وأحداث، من خلال سرده قصة حياته، فيتحدث عن انقلاب 8 آذار سنة 1963 في سورية وعن سجن المزَّة العسكري، وخلافات الانقلابيين، وتصفية الجيش السوري الوطني بتسريح الضباط الشوام، ثم الناصريين، وبعدهم الحريريين والدروز، وصراع الرِّفاق في العقيدة والانتماء.
ويصف حال الأمة العربية عشية حرب 1967 بين العرب والصهاينة المعتدين، ويبيِّن أسباب تلك الحرب، ومجرياتها، ويحلِّل نتائجها، وآثارها التي جعلت كل ما بعدها مختلفاً عمّا قبلها.
ويتحدث عن معارضته النظام من سنة 1963 إلى 1970، وانتفاضات المدن السورية، وقمع تحركاتها، ونشاط الجبهة الوطنية الدستورية واضطهادها، ومحاكمات أعضائها، ليتوقف مع انقلاب حافظ الأسد سنة 1970.
وسيشعر قارئ الكتاب أنه يقرأ، من خلال سيرة المؤلف الذاتية، رواية تاريخية صادقة ماتعة، يعيش أبطالها، ساعة بساعة، ولحظة بلحظة، يحسُّ بآلامهم ويتعاطف مع آمالهم.