تقدِّم هذه الرواية صورة حقيقيَّة لتداعيات الزلزال الذي ضرب الكيان الصهيوني في 2023/10/07، وترسم للقارئ لوحة ردود أفعال قادة الصهاينة وما انتابهم من هلع وخوفٍ وجودي دعاهم إلى الاستنجاد بداعميهم، وشنِّ حرب إجرامية لا هوادة فيها على شعب آمن في أرضه.
ومن خلال سرد وقائع هذه الحرب، وكيفية إدارتها، تتكشَّف للقارئ الفجوة الكبيرة بين الصورة المزيَّفة التي تقدِّمها الدعاية الصهيونية، والواقع المرير الذي يعيشه السكان، وحقيقة الخلل والاضطرابات الأخلاقية، والاقتصادية، والمجتمعية، والعسكرية... التي تدفع إلى فقدان الأمل في مستقبل الحياة في أرضٍ محتلة، وتدعو إلى الهرب منها.
إن هذه الرواية تعرّي المجتمع الصهيوني، وقادته، وداعميه، أحسن الكاتب عرض الحوار فيها بأسلوب جريء وشائق، كاشفاً زيف الخداع الذي يعيشه مجتمع عنصري، بدأ يكتشف واقعه المرير، ويرى أحلامه تتهاوى، ويشعر باليأس، وأنه لا أمل له في استمرار العيش في أرضٍ مغتصبة يتصارع فيها مغتصبوها، ولا يتنازل أصحاب الحقِّ فيها عنها. وهذا ما أوحى بعنوانها: "لن أعيش في تل أبيب".