الهجاء فن من فنون الأدب الرفيعة، وإلى قيمته الأدبية والتاريخية، له قيم أخرى، منها فنّية تظهر في الصور الخيالية، واللوحات الإبداعية التي يرسمها الشاعر بفنِّه. ومنها ترفيهية. ففي الكثير من صور الهجاء، تظرُّف، وتَفْكِهة، وسخرية، ودعابة، ونكتة، ولطائف. وقد تتبعت في كتابي هذا صور الهجاء منذ العصر الجاهلي حتى اليوم، متوقفاً عند بعض أعلامه المبرزين، ومثبتاً ما وجدته أنه أحلى الصور الهجائية، مبتعداً، كل الابتعاد، عما يخدش الحياء، أو يثير النفور، أو يبعث إلى الاشمئزاز، من امور يمجُّها الذوق، وتأنف منها النفس الإنسانية، وأضفت إلى ذلك كله بعض القصائد الطريفة في المعارضات الشعرية وفي بعض نواحي القول، رأيت فيها طرافة مضحكة، وأدباً ساخراً، ومتعة أدبية نادرة.