تشكل ثقافة "الشعب المختار" حاجزاً بين اليهود والتعايش مع الآخرين. ولذلك ضاق الشيوعيون بعد القياصرة ذرعاً بهم، لكثرة ما حاولوا أن يشكلوا دولة ضمن الدولة. فعمد قادة الكرملين إلى جمع اليهود في إقليم مستقل خاص بهم، قي أقصى الشرق الروسي هو "بيروبيجان"، ليكون دويلة ضمن الاتحاد السوفياتي. ولكن بعد اغتصاب فلسطين بدأ ستالين يضيِّق الخناق عليهم في ذلك الإقليم، حتى غدوا أقلية فيه، ومع ذلك يحاولون بعد تفكك الاتحاد السوفياتي تثبيت الشخصية اليهودية للإقليم، ليكون كياناً احتياطياً لكيانهم في الأرض المغتصبة. ومؤلف هذا الكتاب باحث مختص بالعقائد والأديان وصاحب مؤلفات كثيرة عن اليهود، وقد بيَّن فيه أصل يهود روسيا، ومناخات قرار إنشاء إقليم "بيروبيجان"، والواقع الثقافي في الإقليم اليهودي المستقل.. وغير ذلك من الشؤون المتعلقة بالموضوع. إنه كتاب يكشف الغطاء عن حقائق مجهولة لمعظم القراء والمتابعين.