بعيداً عن التنظير من خلف المكاتب، وبعيداً عن فلسفة المقاهي التي تعبق برائحة الخمر والدخان، يطوف بنا الكاتب في رحاب مدرسة "الانتفاضة" حيث أساتذتنا هذه المرة شباب لم يفسدهم الدهر، فجسَّدوا الوطنية جهاداً، سلاحهم فيه حجارة من سجِّيل، ترد كيد المعتدين فيقفون مشدوهين لا يدرون ما يعملون. بحث في مبدأ تقرير المصير، وأعطى لمحة تاريخية عن بداية الظلم والعدوان. وتحدث عن الإرهاب، فميَّز بينه وبين مواجهة الاحتلال، ثم انتقل إلى جذور الانتفاضة، ووطنيتها، وأصالتها، وخصائصها، وتنظيماتها، والتحديات التي تواجهها، وختم بفصل عن التسوية ومفاهيم السلام. إنه موضوع الساعة، وموضوع يهم كل عربي، وكل مسلم، استطاع المؤلف أن يتناوله في العمق، وأن يوازن بين العاطفة والحقيقة والعقل.