يقدِّر الشاعر أقرانه، تماماً كما يعرف الفضل ذووه... ومن هذا المنطلق يرتدي كتاب "الشاعر القروي سيرة وعطاء" أهمية خاصة. فالمؤلف شاعر يدرك بطبعه أهمية شعر القروي، ويقدِّر عطاءه، ويحس معاناته، ويكبر مواقفه، فيقول: قرأت شعره فحفظته ووعيته، وأعجبت بمواقفه وجرأته وإنسانيته... وكأنه شاعر من نمط مختلف قل أن تجد له مثيلاً في عصرنا الجشع اللاهث وراء بريق المادة ومجدها الزائف. وزادني محبة وتقديراً له إصراره على التمسك بقناعاته ومبادئه رغم كل الإغراءات والتهديدات، يحمل راية الدفاع عن قضايا العرب مغرداً لأمته تحت كل سماء، منشداً لها روائع الشعر الذي لا تبليه الأيام... ومع ذلك لم يعط حقه من حيث دراسة شعره، وتحليل أدبه، ونشر تراثه. من هنا وضع المؤلف هذا الكتاب، ليكون حافزاً لأجيالنا على الاقتداء به، ولمثقفينا على التعمق بدراسته وإنصافه.