لا تقرأ هذا الكتاب أن كنت إسلاميّا متزمِّتاً، أو عروبياً عنصرياً، فهذا الكتاب موجه إلى القادة والمثقفين من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويؤمنون بالقول المأثور: رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي. فالكاتب عربي مسلم خبر الحياة، واطلع على مختلف الثقافات: العربية الإسلامية، والغربية الديمقراطية، والعلمانية بشقَّيها الماركسي والغربي. وهو يرى أن الإنسان في العالم العربي كان غداة الاستقلال مفعماً بالآمال في بناء دولة العزَّة والحرية والعدالة، دولة تنتشله من براثن الفقر والجهل والتخلف... والآن وبعد أن توافر له المال وأصبحت التقنية الحديثة في متناول يده، انقلبت الأمور، فأجدبت الأرض، وتحولت ورودها إلى أشواك، وأصبح ماء الشرب مراً، وماتت الابتسامة البريئة على شفاه الاطفال... لماذا حدث ذلك كله، ومتى، وكيف؟ وهل يمكن أن يعود الماء إلى الأرض العطشى فتزهر الحقول وتخضر الروابي...؟ الكتاب يجيب عن هذه التساؤلات، فيبيِّن عيوب "الذات العربية"، ويقوم بنقد ذاتي للتاريخ الإسلامي، محاولاً الحياد والتحليل العلمي، ليخلص من ذلك كله إلى مقترحات، ربما أفادت أهل الحل والعقد في مختلف الأقطار العربية، ونظنها مقترحات جديرة بالدراسة والتمحيص والمناقشة الهادئة، عسى أن تدب الحياة في شرايين الأمة، فتتلمس طريقها إلى المجد الضائع تحت غبار السنين، وتراكم الأخطاء.