عمَّرت الدولة العثمانية أكثر من ستة قرون، وشكَّلت امبراطورية مترامية الأطراف، وكادت أن تجتاح أوروبا، ما جعلها عرضة لحملات متجنية شارك فيها الاستعمار والصهيونية. وقد حفلت كثير من المؤلفات الأوروبية والعربية بالتحامل على العثمانيين، واتهمت السلطنة والسلاطين بأبشع الصفات، لأسباب عاطفية غير علمية، وساهم في ذلك الدولة التركية التي خلفت العثمانيين، وبنت مجدها على مهاجمتهم والطعن فيهم. ومع ذلك بقيت الكتابات بالعربية في التاريخ العثماني ضئيلة، والحيادية منها شبه معدومة، ما دفع المؤلف إلى إضافة هذا السفر المهم إلى المكتبة العربية، وهو مؤرخ وأستاذ جامعي متخصص بالتاريخين الإسلامي والعثماني، اعتمد في بحثه الحياد، والوثائق، فتوصل إلى أن الدولة العثمانية اعتمدت المساواة بين رعاياها المختلفين في الأديان والأعراق، وأنها كانت الوحيدة في العصور الوسطى والحديثة التي اعترفت رسمياً بالأديان السماوية الثلاثة وحققت بين رعاياها تعايشاً تميز بالانسجام. بدأ الكتاب من تأسيس الدولة، وانتهى بسقوطها، وكُتب بلغة سلسلة تشد القارئ مهما كانت ثقافته.