عاش المؤلف مدة في بيروت، وشاهد بأم العين المآسي التي سببها الغرب للعرب، كما سمح له عمله في الصحافة أن يطلع على تاريخ المنطقة العربية، وتدخلات الغرب في كل شيء فيها، وفرض التقسيم عليها. وبث الفتن بين شعوبها وطوائفها، واستلاب خيراتها. فألَّف هذا الكتاب بحياد واضح للذين يرغبون بزيادة معرفتهم بالبلاد العربية أكثر مما تستطيع وسائل الإعلام كشفه للقراء، ليدرك الغرب الجواب على تساؤله: لماذا يكرهوننا. يبدأ الكتاب بعرض الخلفية التاريخية للمنطقة، ينتقل بعدها إلى عرض التدخل الغربي الدموي فيها ابتداء من غزو فرنسا الجزائر سنة 1930م واحتلال بريطانيا مصر، مروراً بالحرب العالمية الأولى، وخداع الغرب الشريف حسين، وتجزئة البلاد العريبة، ثم تورط الولايات المتحدة في المنطقة، وغرس اسرائيل فيها، ودعم الغرب المستمر لها. كل ذلك للحفاظ على المصالح الغربية، بل مصالح فئة من الرأسماليين الجشعين، باسم جلب المدنية والديمقراطية والحرية للمنطقة، مستهينين بالخسائر البشرية التي دفعتها وتدفعها شعوبهم، وبالتدمير والإبادة اللاإنسانية للمنطقة العربية. وهو يعتمد الوثائق التي استطاع الوصول إليها في "أرشيفات" الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، ما مكَّنه من فضح ما قرره الساسة وراء الأبواب المغلقة، وفي الغرف المقفلة. وهو يغطي أحداث المنطقة التي حرَّفوا اسمها، فأسموها "الشرق الأوسط" حتى تاريخ تدمير البرجين في نيويورك، وحروب "البوشين" الهمجية.