يُحزن المؤلف تفرُّق المسلمين والصراع بين الصوفيين والسلفيين، ويرى أن معظم أتباع المنهجين لا ينقصهم حب الله ورسوله، ويبين أن التاريخ الإسلامي شهد رجالاً من كلا المدرستين هم أكثر علماً وإخلاصاً وتآلفاً من كثير من تلامذتهم الذين تسيطر عليهم أفكار ثابتة تجعلهم يخرجون عن أدب التخاطب حين الاختلاف، ويتبادلون الاتهامات والتكفير والتنابز بالألقاب، مخالفين تعاليم الدين الحنيف. وهذا ما دفعه إلى إصدار كتابه الأول، وفيه يقتبس مواقف ونفحات من الصوفي الجليل جلال الدين الرومي، بغاية تهذيب النفوس وإصلاحها، والانتقال بها من عالم المادة وطغيانها، إلى عالم الروح وسموِّها. وقد نال كتابه الأول رضى القراء وقبولهم، ما شجعه على إصدار كتابه الثاني هذا، متَّبعاً المنهج ذاته، وللغاية نفسها. إنه مقالات لطيفة جميلة تطوف بالإنسان في رحاب يغفل عنها معظم المعاصرين، فتسعده وتمتعه، وتشده إلى جانب آخر من جوانب الحياة.