يحسب كثير من الناس أن بريطانيا وحدها هي المسؤولة عن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، باعطائها وعد بلفور، ومساعدتها اليهود على إقامة دولتهم ابّان استعمارها الجزء الجنوبي من بلاد الشام، ومنه فلسطين. بينما واقع الحال يشير إلى أن الغرب كله دعم، بدرجات متفاوتة، اغتصاب فلسطين وإقامة كيان صهيوني دخيل على أراضيها. في هذا الكتاب يُظهر المؤلف دور فرنسا في نشوء المأساة الفلسطينية، وبخاصة بين العامين 1914 و 1922، ويبيّن ما قام به كل من الديبدوماسي « بيكو« والسياسي « كليمنصو« من أعمال أساءت الى العرب عموما والى الفلسطينيين خصوصا. ومع محاولة الكاتب إنصاف الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه، فهو لا يخفي أسفه لخسارة فرنسا سلطتها نتيجة حساباتها السياسية الخاطئة وتواطئها، أو تهاونها، مع إنكلترا... الكتاب يكشف حقائق مذهلة من حقبة مهمة في تاريخ بلاد الشام. والكتاب مؤرخ واعلامي فرنسي مشهور، نشر مقالات سياسية وتاريخية قيّمة، وله عدّة مؤلفات في الموضوعات ذاتها.