مؤلف الكتاب جندي مجهول، عاش أحلك الأيام في تاريخ بلده سورية، مجاهداً في مجال يظنه الناس سهلاً، وهو من أصعب المجالات وأدقها، ويتطلب ثقافة وذكاء وحنكة، ومقدرة على إقناع الآخرين بوجهة نظر بلاده. نال ثقة رئيس البلاد فأنتدبه إلى مهمات سياسية ودبلوماسية في بلاد عدّة، ولدى رؤساء دول محنَّكين ومشهورين، فانتزع إعجاب الجميع، وأدى الأمانة على أحسن ما يرام. في هذا الكتاب يصف المؤلف المهمات التي كُلِّف بها بأسلوب يصح وصفه بالسهل الممتنع. فهو ينتقل بالقارئ من بلد إلى آخر ومن مهمة إلى أخرى، ويجعله يعيش الأحداث ذاتها، ويتفاعل معها. ويستوقف القارئ من هذه المهمات بشكل خاص المهمة المتعلقة بمقابلة أنور السادات، لثنيه عن سلوك طريق الاستسلام والتفريط بانجازات حرب تشرين لعام 1973. والكتاب في مجمله وثيقة رائعة مفيدة لكل عربي، ولكل مؤرخ مهتم بتاريخ سورية الحديث.