يعالج المؤلف بأسلوب علمي رصين، ولغة أدبية سلسلة في الجزء الأول من الكتاب أسباب فشل الإيديولوجيات، والدول، والمنظمات الدولية في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتعميم الرخاء في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي حققته البشرية في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، وبخاصة في الاتصالات والمواصلات. ونظراً لما أثارته نظرية فوكوياما في كتابه "نهاية التاريخ" من جدل فقد خصص لها فصلاً دحض فيه مزاعمها، وبيَّن تهافتها وهزالها. وفي الجزء الثاني من الكتاب تناول نظرية هنتنغتون في صراع الحضارات، من خلال كتابه صدام "الحضارات" مركِّزاً على العلاقات بين الإسلام والغرب. وفي ختام الكتاب تحدث عن العولمة وتجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومستقبل النظام الذي يفضل أن يسميه اللانظام العالمي الجديد. إن هذا الكتاب حاجة ملحة لكل سياسي، ولكل مثقف، وبخاصة في الظروف الراهنة، وتداعيات هدم مركز التجارة العالمي في عام 2001 التي جعلت التاريخ بعد11 أيلول مختلفاً عن التاريخ قبله.